يحكي سمو الشيخ زايد أنه في أحد أيام رمضان - منذ سنوات - شعر بالعطش في يوم قيظ شديد .. وتعب أشد التعب .. وفكر ملياً في الافطار .. بعد رحلة شاقة بدأت على ظهر حصانه منذ مطلع الفجر حتى الظهر .. ولكن زايد ظل يقاوم رغبة الافطار .. واتجه بالقرب من المعترض في منطقة العين إلى أحد الأفلاج ليسبح في الماء لعله يتغلب على الحر .. ووجد سموه رجلا يغسل كيس التمر ( الجراب ) المصنوع من عنثر التمر ( سعف النخيل ) في الماء .. ودعا زايد الرجل ليتوقف عن غسيل الجراب حتى لا يتلوث الماء .. ويعكر عليه الاستحمام .. ورفض الرجل هذا الطلــــــب
وسأل الرجل زايد من بعيد - دون أن يعرفه .. ولماذا استجيب لك ..؟ ومن أنت حتى أسمع كلامك ..؟
ورد زايد : إنسان مثلك
وأجاب الرجل : ولكنني لن أكف
وقال زايد : انني أخ لك .. وأسمح لي لعدة لحظات حتى أستحم دون أن تعكر المــــــاء
ولكن الرجل تمادى .. بل ودعى الشيخ زايد إلى الخروج من الماء وكان سموه حليما للغايـــــــة
وقال للرجل : أرجوك أمهلني 10 دقايق
ورد الرجل : ولا دقيقة واحدة
وقال زايد : أنا حران .. وصائم
واستمر الرجل في عناده .. بل وإحتد بكلمات غير لائقة ..!
ولم ينفعل زايد بل تحلى بالصبر وقال وهو يبتسم للرجل : إنني لا أريد الافطار .. وحرام عليك ياأخي المسلــــم
ولم تنفع هذه الكلمات الرقيقة مع الرجل ولم يترك لزايد مجالا للاستحمــــام
وعاد زايد يقول للرجل : اتركني
فرد الرجل : لا
وقال زايد : يعني أنت قوي ..؟
وقال الرجل : نعم قوي وأستطيع أن أرميك رمية واحدة وأضربك
وقال زايد : انت تضربني وتهددني رغم أنني مسلح وأنت أعزل
وسأل الرجل : أيش عندك من سلاح ..؟
وقال زايد : عندي بندقية وأظن أنك لن تتطاول وأفضل لك أن تتركني عشر دقائق ولا تتحرش بــــي
وقال الرجل : لو كان عندي سلاح مثلك لما تركتك
وابتسم زايد .. بينما كانت مجموعة من الرجال تأتي نحوه وتحييه تحية إكبار وإجــــــــلال
وعرف الرجل في هذه اللحظه أنه زايد .. وأقبل يعتذر .. ولم يغضب سموه .. بل صافح الرجل وأخذ يتعرف على أحوالـــــه